فصل: من فوائد القاسمي في الآية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



فإذا ما نطقت كنت حديثي ** وإذا ما سكت كنت الغليلا

وإما من الخلل كما قيل على معنى أن كلًا من الخليلين يصلح خلل الآخر، وإما من الخل بالفتح، وهو الطريق في الرمل لأنهما يتوافقان على طريقة، وإما من الخلة بفتح الخاء إما بمعنى الخصلة والخلق لأنهما يتوافقان في الخصال والأخلاق، وقد جاء «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل» أو بمعنى الفقر والحاجة لأن كلًا منهما محتاج إلى وصال الآخر غير مستغن عنه، وإطلاقه على إبراهيم عليه السلام قيل: لأن محبة الله تعالى قد تخللت نفسه وخالطتها مخالطة تامة، أو لتخلقه بأخلاق الله تعالى، ومن هنا كان يكرم الضيف ويحسن إليه ولو كان كافرًا، فإن من صفات الله تعالى الإحسان إلى البر والفاجر، وفي بعض الآثار ولست على يقين في صحته أنه عليه السلام نزل به ضيف من غير أهل ملته فقال له: وحد الله تعالى حتى أضيفك وأحسن إليك، فقال: يا إبراهيم من أجل لقمة أترك ديني ودين آبائي فانصرف عنه، فأوحى الله تعالى إليه يا إبراهيم صدقك لي سبعون سنة أرزقه وهو يشرك بي، وتريد أنت منه أن يترك دينه ودين آبائه لأجل لقمة فلحقه إبراهيم عليه السلام وسأله الرجوع إليه ليقريه واعتذر إليه فقال له المشرك: يا إبراهيم ما بدا لك؟ فقال: إن ربي عتبني فيك، وقال: أنا أرزقه منذ سبعين سنة على كفره بي وأنت تريد أن يترك دينه ودين آبائه لأجل لقمة فقال المشرك: أو قد وقع هذا؟ا مثل هذا ينبغي أن يعبد فأسلم ورجع مع إبراهيم عليه السلام إلى منزله ثم عمت بعد كرامته خلق الله تعالى من كل وارد ورد عليه، فقيل له في ذلك فقال: تعلمت الكرم من ربي رأيته لا يضيع أعداءه فلا أضيعهم أنا فأوحى الله تعالى إليه أنت خليلي حقًا، وأخرج البيهقي في «الشعب» عن ابن عمر قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا جبريل لم اتخذ الله تعالى إبراهيم خليلًا؟ قال: لإطعامه الطعام يا محمد»، وقيل واختاره البلخي والفراء لإظهاره الفقر والحاجة إلى الله تعالى وانقطاعه إليه وعدم الالتفات إلى من سواه كما يدل على ذلك قوله لجبريل عليه السلام حين قال له يوم ألقي في النار: ألك حاجة؟ أم إليك فلا، ثم قال: حسبي الله تعالى ونعم الوكيل، وقيل: في وجه تسميته عليه السلام خليل الله غير ذلك، والمشهور أن الخليل دون الحبيب.
وأيد بما أخرجه الترمذي وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: «جلس ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ينتظرونه فخرج حتى إذا دنا منهم سمعهم يتذاكرون فسمع حديثهم وإذا بعضهم يقول: إن الله تعالى اتخذ من خلقه خليلًا فإبراهيم خليله» وقال آخر: ماذا بأعجب من أن كلم الله تعالى موسى تكليمًا وقال آخر: فعيسى روح الله تعالى وكلمته؛ وقال آخر: آدم اصطفاه الله تعالى فخرج عليهم فسلم فقال: قد سمعت كلامكم وعجبكم، إن إبراهيم خليل الله تعالى وهو كذلك وموسى كليمه وعيسى روحه وكلمته وآدم اصطفاه الله تعالى وهو كذلك ألا وإني حبيب الله تعالى ولا فخر، وأنا أول شافع ومشفع ولا فخر، وأنا أول من يحرك حلق الجنة فيفتحه الله تعالى فيدخلنيها ومعي فقراء المؤمنين ولا فخر، وأنا أكرم الأولين والآخرين يوم القيامة ولا فخر، وأخرج الترمذي في «نوادر الأصول» والبيهقي في «الشعب» وضعفه وابن عساكر والديلمي قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتخذ الله تعالى إبراهيم خليلًا وموسى نجيًا واتخذني حبيبًا، ثم وقال وعزتي لأوثرون حبيبي على خليلي ونجيي»، والظاهر من كلام المحققين أن الخلة مرتبة من مراتب المحبة، وأن المحبة أوسع دائرة، وأن من مراتبها ما لا تبلغه أمنية الخليل عليه السلام، وهي المرتبة الثابتة له صلى الله عليه وسلم، وأنه قد حصل لنبينا عليه الصلاة والسلام من مقام الخلة ما لم يحصل لأبيه إبراهيم عليه السلام، وفي الفرع ما في الأصل وزيادة، ويرشدك إلى ذلك أن التخلق بأخلاق الله تعالى الذي هو من آثار الخلة عند أهل الاختصاص أظهر وأتم في نبينا صلى الله عليه وسلم منه في إبراهيم عليه السلام، فقد صح أن خلقه القرآن، وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» وشهد الله تعالى له بقوله: {وَإِنَّكَ لعلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4] ومنشأ إكرام الضيف الرحمة وعرشها المحيط رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يؤذن بذلك قوله تعالى: {وَمَا أرسلناك إِلاَّ رَحْمَةً للعالمين} [الأنبياء: 107] ولهذا كان الخاتم عليه الصلاة والسلام.
وقد روى الحاكم وصححه عن جندب أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول قبل أن يتوفى: «إن الله تعالى اتخذني خليلًا كما اتخذ إبراهيم خليلًا» والتشبيه على حدّ {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصيام كَمَا كُتِبَ عَلَى الذين مِن قَبْلِكُمْ} [البقرة: 183] في رأي، وقيل: إن يتوفى لا دلالة فيه على أن مقام الخلة بعد مقام المحبة كما لا يخفى.
وفي لفظ الحب والخلة ما يكفي العارف في ظهور الفرق بينهما، ويرشده إلى معرفة أن أي الدائرتين أوسع، وذهب غير واحد من الفضلاء إلى أن الآية من باب الاستعارة التمثيلية لتنزهه تعالى عن صاحب وخليل، والمراد اصطفاه وخصصه بكرامة تشبه كرامة الخليل عند خليله، وأما في الخليل وحده فاستعارة تصريحية على ما نص عليه الشهاب إلا أنه صار بعد علمًا على إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
وادعى بعضهم أنه لا مانع من وصف إبراهيم عليه الصلاة والسلام بالخليل حقيقة على معنى الصادق، أو من أصفى المودة وأصحها أو نحو ذلك، وعدم إطلاق الخليل على غيره عليه الصلاة والسلام مع أن مقام الخلة بالمعنى المشهور عند العارفين غير مختص به بل كل نبي خليل الله تعالى، إما لأن ثبوت ذلك المقام له عليه الصلاة والسلام على وجه لم يثبت لغيره كما قيل وإما لزيادة التشريف والتعظيم كما نقول، واعترض بعض النصارى بأنه إذا جاز إطلاق الخليل على إنسان تشريفًا فلم لم يجز إطلاق الابن على آخر لذلك؟ وأجيب بأن الخلة لا تقتضي الجنسية بخلاف البنوة فإنها تقتضيها قطعًا، والله تعالى هو المنزه عن مجانسة المحدثات. اهـ.

.من فوائد الجصاص في الآية:

قال رحمه الله:
قَوْله تَعَالَى: {وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاِتَّخَذَ اللَّهُ إبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} هُوَ نَظِيرُ قَوْلِهِ: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إلَيْكَ أَنْ اتَّبِعْ مِلَّةَ إبْرَاهِيمَ حَنِيفًا}، وَهَذَا يُوجِبُ أَنَّ كُلَّ مَا ثَبَتَ مِنْ مِلَّةِ إبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَعَلَيْنَا اتِّبَاعُهُ.
فَإِنْ قِيلَ: فَوَاجِبٌ أَنْ تَكُونَ شَرِيعَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هِيَ شَرِيعَةُ إبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ.
قِيلَ لَهُ: إنَّ مِلَّةَ إبْرَاهِيمَ دَاخِلَةٌ فِي مِلَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي مِلَّةِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زِيَادَةٌ عَلَى مِلَّةِ إبْرَاهِيمَ؛ فَوَجَبَ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ اتِّبَاعُ مِلَّةِ إبْرَاهِيمَ، إذْ كَانَتْ دَاخِلَةً فِي مِلَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَكَانَ مُتَّبِعُ مِلَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَّبِعًا لِمِلَّةِ إبْرَاهِيمَ.
وَقِيلَ فِي الْحَنِيفِ: إنَّهُ الْمُسْتَقِيمُ، فَمَنْ سَلَكَ طَرِيقَ الِاسْتِقَامَةِ فَهُوَ عَلَى الْحَنِيفِيَّةِ.
وَإِنَّمَا قِيلَ لِلْمُعْوَجِّ الرِّجْلِ «أَحْنَفُ» تَفَاؤُلًا، كَمَا قِيلَ لِلْمَهْلَكَةِ مَفَازَةٌ وَلِلَّدِيغِ سَلِيمًا.
وَقَوْلُهُ: {وَاِتَّخَذَ اللَّهُ إبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} فَإِنَّهُ قَدْ قِيلَ فِيهِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: الِاصْطِفَاءُ بِالْمَحَبَّةِ وَالِاخْتِصَاصُ بِالْأَسْرَارِ دُونَ مَنْ لَيْسَ لَهُ تِلْكَ الْمَنْزِلَةُ.
وَالثَّانِي: أَنَّهُ مِنْ الْخُلَّةِ، وَهِيَ الْحَاجَةُ، فَخَلِيلُ اللَّهِ الْمُحْتَاجُ إلَيْهِ الْمُنْقَطِعُ إلَيْهِ بِحَوَائِجِهِ؛ فَإِذَا أُرِيدَ بِهِ الْوَجْهُ الْأَوَّلُ جَازَ أَنْ يُقَالَ إنَّ إبْرَاهِيمَ خَلِيلُ اللَّهِ وَاَللَّهُ تَعَالَى خَلِيلُ إبْرَاهِيمَ، وَإِذَا أُرِيدَ بِهِ الْوَجْهُ الثَّانِي لَمْ يَجُزْ أَنْ يُوصَفَ اللَّهُ بِأَنَّهُ خَلِيلُ إبْرَاهِيمَ وَجَازَ أَنْ يُوصَفَ إبْرَاهِيمُ بِأَنَّهُ خَلِيلُ اللَّهِ. اهـ.

.من فوائد الفيروزابادي:

بصيرة في الاتخاذ:
وهو مصدر من باب الافتعال.
وقد اختُلِف في أَصله.
فقيل: من تَخِذ يَتْخَذ تَخْذًا؛ اجتمع فيه التَّاء الأَصلىّ، وتاء الافتعال، فأُدغما.
قال تعالى: {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ} وهذا قول حَسَن، لكنّ الأَكثرين على أَن أَصلة من الأَخذ، وأَنَّ الكلمة مهموزة.
ولا يَخلو هذا من خلل، لأَنَّه لو كان كذلك لقالوا في ماضيه: ائتخذ بهمزتين على قياس ائتمر، وائتمن، قال تعالى: {وَأْتَمِرُواْ بَيْنَكُمْ} و{فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ} ومعنى الأَخذ والتَّخْذ واحد.
وهو حَوْز الشيء وتحصيلُه.
وذلك تارة يكون بالتَّناول؛ نحو {مَعَاذَ اللَّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلاَّ مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِندَهُ}، وتارة بالقَهْر؛ نحو {لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ} {وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ} {وَكَذلك أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى} ويعبر عن الأَسير بالمأْخوذ، والأَخيذ.
والاتِّخاذ يُعَدّى إِلى مفعولين، ويجرى مجرى الجَعْل؛ نحو {لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ} {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ} تخصيص لفظ المؤاخذة تنبيه على معنى المجازاة والمقابلة لِمَا أَخذوه من النِّعَم، ولم يقابلوه بالشكر.
والاتِّخاذ ورد في القرآن على ثلاثة عشر وجهًا.
الأَوّل: بمعنى الاختيار: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا}.
الثَّانى: بمعنى الإِكرام: {وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ} أي يكرمهم بالشَّهادة.
الثالث: بمعنى الصّياغة: {وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا} أي صاغُوهُ.
الرابع: بمعنى سلوك السّبيل: {فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا} أي سلك.
الخامس: بمعنى التسمية: {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ} أي سَمَّوهم.
السّادس: بمعنى النَّسْج: {كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا} أي نَسَجَتْ.
السّابع: بمعنى العبادة {وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ}.
ولهذا نظائر كثيرة.
الثامن: بمعنى الجَعْل: {اتَّخَذُواْ أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً} أي جعلوها.
التَّاسع: بمعنى البناءِ: {اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا} أي بَنَوا.
العاشر: بمعنى الرّضَا: {فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا} أي ارضَ به.
الحادى عشر: بمعنى العَصْر: {تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا} أي تعصرون.
الثَّانى عشر: بمعنى إرخاءِ السِّتْر: {فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِم حِجَابًا} أي أَرْخت سِتْرًا.
الثالث عشر: بمعنى عَقْد العهد: {إِلاَّ مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا} أي عَقَدَ. اهـ.

.من فوائد القاسمي في الآية:

قال رحمه الله:
{وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مّمّنْ أَسْلم وَجْهَهُ لله} أي: أخلص نفسه له تعالى فلم يتخذ ربًا سواه.
{وَهُوَ مُحْسِنٌ} أي: آت بالحسنات تارك للسيئات، أو آت بالأعمال الصالحة على الوجه اللائق الذي هو حسنها الوصفيّ المستلزم لحسنها الذاتيّ، وقد فسر النبي صَلّى اللهُ عليّه وسلّم الإحسان بقوله: «أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ، فَإِنَّهُ يَرَاكَ».
{واتّبَعَ مِلّةَ إِبْرَاهِيمَ} الموافقة لدين الإسلام، المتفق على صحتها وقبولها.
{حَنِيفًا} أي: مائلًا عن الشرك قصدًا، أي: تاركًا له عن بصيرة، ومقبل على الحق بكليته، لا يصده عنه صادّ، ولا يرده عنه رادّ.
قال الرازي: اعلم أنه تعالى لما شرط حصول النجاة والفوز بالجنة بكون الإنسان مؤمنًا، شرح الإيمان وبين فضله من وجهين:
أحدهما: أنه الدين المشتمل على إظهار كمال العبودية والخضوع والانقياد لله تعالى.
والثاني: أنه الدين الذي كان عليه إبراهيم عليه [الصلاة] والسلام، وكل واحد من هذين الوجهين سبب مستقل بالترغيب في دين الإسلام.
أما الوجه الأول: فاعلم أن دين الإسلام مبنيّ على أمرين: الاعتقاد، والعمل.
أما الاعتقاد فإليه الإشارة بقوله: {أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ} وذلك لأن الإسلام هو الانقياد والخضوع، والوجه أحسن أعضاء الإنسان، فالإنسان إذا عرف بقلبه ربه، وأقر بربوبيته وعبودية نفسه، فقد أسلم وجهه لله.